منوعات

"من الحرب إلى النجاح: قصة سيدة سورية مهاجرة تحرز إنجازات كبيرة في السويد"

"من الحرب إلى النجاح: قصة سيدة سورية مهاجرة تحرز إنجازات كبيرة في السويد" image

لجين الحفار

أخر تحديث

Aa

نور الحاج إبراهيم

Foto: Aktarr.se

لم تكن نور الحاج إبراهيم على علم أن حياتها السابقة في بلدها الأم سوريا ستنقلب رأساً على عقب، لتنتقل بعدها إلى السويد وتقيم في مدينة Sandviken التابعة لمقاطعة يافليبوري Gävleborg مع والدتها وابنتيها، وتبدأ بتأسيس حياتها من الصفر هناك.

أتمت نور دراستها في قسم الكيمياء التابع لكلية العلوم في جامعة دمشق، كما درست في قسم ترجمة اللغة الإنجليزية وحصلت على شهادة دبلوم في التأهيل التربوي، وعملت كمدرسة لمدة 8 سنوات في دمشق، في عدة معاهد ومدارس.

في مشوارها المهني في السويد، تقدمت نور للعمل في عدة مدارس في السويد بنفسها دون الاعتماد على مكتب العمل، وحصلت على وظيفة في إحدى المدارس من مقابلة العمل الأولى، لتصبح معلمة مادة الفيزياء والتكنيك والرياضيات للصفوف السابع والثامن والتاسع.

كان عائق اللغة حاضراً في أولى محطاتها، حيث أنها لم تكن قد تعلمت اللغة السويدية بعد، وواجهت بعض الصعوبات في تحضير الدروس، واستعانت بمساعدة زملائها الأساتذة والمعلمين في المدرسة.

لم تدع نور هذا يحبطها، بل سعت إلى وضع آلية تبادل مع طلابها، حيث كانت تعلمهم وتتعلم منهم. بدورهم كان الطلاب متفاعلين معها بشدة ومتعاونين.

Foto: خاص أكتر

التقديم على الماستر والدكتوراه وقبولها من بين ست مرشحين

بفضل تشجيع والدتها ودعمها، تقدمت نور إلى دراسة برنامج الماستر في طرائق تدريس المواد العلمية،  مقسمةً يومها ما بين عملها في التدريس صباحاً والدراسة والتحضير للماستر بعد الظهر، وأنهت دراسة البرنامج بمدة ثلاث سنوات بدلاً من أربع.

بعد ذلك، أحست نور برغبة في بدء تحد جديد، فتقدمت لدراسة الدكتوراه عندما عثرت على برنامج بنفس اختصاص الماستر الذي درسته. بعد ذلك، طلبوا مقابلتها أونلاين واعجبوا بمهاراتها وشخصيتها، ثم أرسلوا إليها رسالةً لاعلامها بأنها قد قُبلت في البرنامج من بين ستة متقدمين، كما عرضوا عليها وظيفةً باحثة ضمن البرنامج.

إضافةً إلى ذلك، شاركت نور في مشروع يهدف إلى زيادة اهتمام الطلاب بالمادة العلمية وإقبالهم عليها.

التحديات لم تكن إلا حافزاً لها على الاستمرار

تقول نور الحاج إبراهيم لمنصة اكتر: «لم يكن من السهل علي ترك بلدي ومجتمعي وحياتي في سوريا والانتقال إلى بلد وثقافة ولغة جديدة والبدء من الصفر». وتتابع: «راودتني تساؤلات عدة في بداية مشواري هنا، عما إذا كنت قادرة على الاندماج في المجتمع وعما إذا كانوا سيتقبلوني كسيدة محجبة ومسلمة».

كما عانت في أول فترة قدومها إلى السويد من صعوبة في إيجاد فرصة للدراسة لتسهيل فرصة الحصول على عمل، حيث تقدمت مرةً على برنامج مدرس مساعد، ورُفضت منه بسبب عدم إجادتها للغة السويدية.

Foto: خاص أكتر

"الحجاب ليس عائقاً أمام النجاح" 

وفي سؤالها عما إذا كانت حجابها قد عرضها لمواقف عنصرية في السويد، تقول نور لمنصة أكتر: «سعيت دوماً لإعطاء صورة جيدة عن المرأة المحجبة، ومحو هذه الصورة النمطية المعروفة عنها أنها منغلقة ومُرغمة عليه». وتتابع: «صحيح أنني كنت مضطرةً للتعريف عن نفسي وإنجازاتي وأعمالي حتى لا يحكموا علي فوراً من شكلي الخارجي، لكنني لم أكن منزعجةً أبداً، طاقة الإنسان ورؤيته الإيجابية للأشياء تلعب دوراً مهماً هنا». وتضيف: «عندما تمنح من حولك الإيجابية يمنحونك إياها بالمقابل إيضاً».

وعندما سألتها منصة أكتر عن نصيحة تود تقديمها للنساء المقبلات على العمل في السويد، تقول نور: «من المهم أن تؤمن بنفسك و بخبراتك، ثم توكل على الله». وتضيف: «الحجاب ليس عائقاً أمام النجاح، نحن قادرون على تغيير الصورة النمطية السلبية عن المرأة المحجبة وتحويلها إلى نظرة إيجابية».

Foto: خاص أكتر

خططها المستقبلية

أما عن خططها المستقبلية، تقول نور أن الدكتوراه قد فتحت لها الكثير من الآفاق، وهي تقوم بالتحضير للمشاركة في مؤتمر سيعقد في شهر أغسطس/ آب، للحديث عن مشروعها البحثي.

كما صرّحت لمنصة أكتر عن رغبتها بنشر مقالات لها وتقديم محتوى علمي، في صحف وجرائد عالمية. وتطمح نور لترشيح نفسها يوماً ما لمنصب وزيرة للتعليم في السويد، في سعيها نحو إيجاد الحلول وتطوير طرائق تدريس المواد العلمية. متسلحةً باصرارها على إثبات نفسها ودورها كجزء فاعل في المجتمع والمشاركة في صنع القرار والتأثير بمن حولها، متحديةً الصورة النمطية عن المرأة العربية والمسلمة.

 

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - منوعات

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©