أخبار السويد

مالمو تنمي وسط المدينة.. فهل تأخذ في حسابها المهاجرين والمهمشين؟

مالمو تنمي وسط المدينة.. فهل تأخذ في حسابها المهاجرين والمهمشين؟
 image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

مالمو

Foto: Johan Nilsson/TT

أعلنت بلدية مالمو أنّه سيتم تطوير منطقة غرب فلنسبوري Flensburg في وسط مالمو خلال العقود القادمة. ومن بين أمور أخرى، سيتم توسيع كل من المستشفى ومجمع أبحاث Medeon لعلوم الحياة. ستجتمع المباني الجديدة للرعاية والبحث والتعليم وكذلك الإسكان ودور الحضانة حول حديقة خضراء. دفعنا هذا لنطرح بعض الأسئلة، مثل: كيف يمكن ضمان تطوير المنطقة بحيث يتم مراعاة إدماج الجميع، ولا تتحوّل المنطقة إلى ملاذ لعدم المساواة وتهميش من يعيش في أماكن أخرى.

لهذا تواصلنا مع أروين سحرابي Arwin Sohrabi، نائب رئيس لجنة التخطيط في المدينة، اللجنة التي يقع على عاتقها أن تراعي عندما توافق على المخططات جميع المخاوف التي قد تخطر في بالنا.

دمج مجتمعات المهاجرين

تركّز خطة تنمية فلنسبوري الغربية على المساحات الخضراء والرعاية الصحية ومرافق البحث، هذا ما ورد في قرار اللجنة، فكيف سيتم تلبية الاحتياجات والممارسات الثقافية لعدد كبير من المهاجرين في مالمو على وجه التحديد في هذا التخطيط الحضري؟ هل هناك أي قرارات تمّ اتخاذها لإدراج المراكز المجتمعية أو غيرها من الهياكل الاجتماعية التي يمكن أن تسهل التكامل والتبادل الثقافي بشكل أفضل؟

يقول أروين: "بعض مناطق المدينة أكثر استهدافاً وتركيزاً في محتواها مقارنة بالمناطق الأخرى". تبدو لي الإجابة محبطة قليلاً. لكن يضيف سحرابي مؤكداً على أنّ التنمية يجب أن تنفع جميع المواطنين: "تركز فلنسبوري الغربية على تمكين المواضيع المتعلقة بالصحة مثل الرعاية الصحية وعلوم الحياة، والتي سوف تعود بالنفع على جميع سكان المدينة على قدم المساواة. ومع ذلك، كما هو الحال مع تطوير جميع مناطقنا، فإن معيار التنمية الحضرية هو بناء مدينة لجميع المواطنين".

عدم تهميش الأسر ذات الدخل المنخفض

مع توسيع المستشفى ومجمع علوم الحياة، هناك إمكانية لزيادة فرص العمل، وهذا شيء جيّد من حيث المبدأ. مع ذلك، يجب علينا ان نأخذ في اعتبارنا أنّ هذا قد يؤدي أيضاً إلى ارتفاع قيمة العقارات، مما قد يؤدي إلى تهميش الأسر ذات الدخل المنخفض، بما في ذلك العديد من المهاجرين. على هذا الأساس، طلبنا إلى سحرابي أن يوضّح التدابير التي يتم اتخاذها لضمان بقاء السكن في منطقة فلنسبوري الغربية في متناول جميع السكان وبأسعار معقولة، بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي؟

يبدو أنّ المدينة قد فكّرت في هذا الأمر بالفعل، فوفقاً لأروين: "يوجد حالياً في الجزء الجنوبي من مباني فلنسبوري مساكن للمشردين وسكن للمسنين بالإضافة إلى سكن للطلاب. لذلك هناك تنوع كبير في المنطقة اليوم".

لكن من جديد يكمل أروين بشكل يدفعنا للتفكير في الخطة التي يتبعونها: "لا يتمّ تحديد كيفية تمكين أنواع مختلفة من المساكن في هذه المرحلة، ولكن لاحقاً عندما يتم تحديد من سيبني المسكن قد يتمّ نقاش ذلك. لا تملك البلدية صلاحية تحديد مستويات الإيجار بشكل مباشر. ومع ذلك، فإننا نعمل بنشاط على توفير المساكن في جميع أنحاء المدينة لأننا نريد بناء مدينة لجميع المواطنين". 

يعود سحرابي من جديد ليؤكد على الاستراتيجية العامة للمدينة التي يجب أن تنطبق على خط التنمية: "تتمثّل الإستراتيجية الرئيسية في هذا الخصوص في بناء مزيج من أنواع المساكن. وتعني الخطة أننا سنضيف ما بين 380 إلى 900 منزل جديد في المنطقة. إذا أردنا أن نحافظ على مدينة مالمو صالحة للعيش وبأسعار معقولة، فيجب علينا الحفاظ على مستوى عالٍ من بناء المنازل في المدينة، وهو ما ستساعده هذه الخطة".

التنمية المستدامة

مع الالتزام بنموذج "3-30-300" للمدينة الخضراء، بات لزاماً علينا أن نسأل كيف ستتمّ معالجة برنامج تخطيط الآثار البيئية لمثل هذا التطوير الشامل، لا سيما فيما يتعلق بالاستدامة ومساحات المعيشة الخضراء؟ ما هي الاستراتيجيات الموضوعة لتحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة، وخاصة في ضوء التركيز على حديقة خضراء مركزية؟

كان أروين أكثر من جاهز للإجابة على هذه النقطة: "تمّ إجراء العديد من الدراسات التفصيلية حول كيفية تطوير "تغطية المظلة"، أي المساحات الخضراء في المدينة، في المنطقة. صحيح أن البناء المكثف لمرافق الرعاية الصحية يعني أنه يجب تعويض المساحات الخضراء في الحديقة الداخلية، لكن هذا ما يتم القيام به أيضاً". 

يشرح سحرابي أيضاً كيف يتمّ "تهيئة الظروف لزراعة جديدة واسعة النطاق ونقل الأشجار بحيث يمكن للمنطقة ككل أن تتطور إلى مساحة خضراء، في الوقت ذاته الذي تصبح فيه أكثر حيوية ويمكن الوصول إليها". 

ستحاول المدينة أن لا تزيل الأشجار، ولكن في حال كان ذلك لازماً سيتم نقلها. يقول أروين: "يوجد في المنطقة اليوم ما يقرب من 500 شجرة، العديد منها كبيرة وصحية. سيتم الحفاظ على أكبر عدد ممكن من هذه الأشجار، ولكن إذا كانت المساحة التي تشغلها ضرورية لخطط التنمية، فسننظر في إمكانية نقل جميع الأشجار إلى مكان آخر في المدينة".

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©