أخبار السويد

"أكتر" تسأل وزير الدفاع: كيف يتمّ التوفيق بين تنفيذ الاستراتيجية وتخويف الناس؟

"أكتر" تسأل وزير الدفاع: كيف يتمّ التوفيق بين تنفيذ الاستراتيجية وتخويف الناس؟
 image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

وزير الدفاع السويدي

Foto: Johan Nilsson/TT

أثارت تصريحات وزير الدفاع بول يونسون Pål Jonson منذ فترة وجيزة الهلع بين صفوف السكان السويديين بخصوص الحرب الوشيكة في السويد (ومعه وزير الدفاع المدني وقائد القوات المسلحة). التصريحات التي لاقت انتقادات من المعارضة، وعلى رأسها زعيمتها ماغدالينا أندرسون. وحتّى رئيس الحكومة قام بتطمين السويديين بعد ذلك.

قام وزير الدفاع بعد ذلك بالمشاركة في كتابة مقال رأي في صحيفة DN، حيث تحدّث المقال الذي شاركه فيه عدد من الوزراء، أمثال وزير الدفاع المدني أيضاً، عن ضرورة زيادة الاستثمار في الدفاع والأمن الداخلي لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه السويد. جعلنا هذا نفكّر في الاستفهام من الوزير عن بعض النقاط التي ترد في أحاديثه لنقف عن قرب عمّا يحدث، فتواصلنا مع المكتب الصحفي للوزير لسؤاله عن بعض النقاط الهامّة في الاستراتيجية، وإثارة قلق السويديين.

استثمارات في الأمن

تحدّث وزير الدفاع في المقال عن القيام باستثمارات كبيرة في تعزيز القدرات الدفاعية للسويد، لا سيما في أعقاب الحرب في أوكرانيا التي بدأت منذ عام 2022. لذلك طلبتُ أن يوضّح الوزير يونسون كيفيّة تخصيص هذه الاستثمارات بشكل استراتيجي لتعزيز الاستعداد الدفاعي للسويد، خاصّة في المجالات التي تعتبر الأكثر أهمية؟

يردّ يوهان هيلمستراند Johan Hjelmstrand، المسؤول الصحفي لدى وزير الدفاع السويدي بأنّه: "بين عامي 2020 و2024، تضاعفت ميزانية القوات المسلحة من 60 مليار إلى 120 مليار كرون. شهدنا خلال العامين الماضيين زيادة بنسبة 59% في ميزانية الدفاع، وستصل السويد هذا العام إلى 2.2% من الناتج المحلي الإجمالي في الإنفاق الدفاعي، متجاوزة هدف الناتو البالغ 2%". 

وقد وضّح السيّد هيلمستراند بأنّ السويد، ولكونها تربطها صلات عضوية في حلف شمال الأطلسي، وتسعى لاستكمال عملية اتفاقية التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة، فما يجري أمرٌ بالغ الأهمية لأمن السويد. حيث قال بأنّ: "التمويل الإضافي سيتيح زيادة تدريجية في التنظيم في زمن الحرب واقتناء منصات مثل السفن الحربية السطحية الجديدة والطائرات المقاتلة والغواصات. وتُعطى الأولوية لتعزيز قدرة القوات المسلحة على التحمّل من خلال زيادة القدرة على طلب المنتجات مثل الوقود والغذاء وقطع الغيار والذخيرة بجميع أنواعها". 

الأمر الآخر الذي نوّه إليه هيلمستراند هي وجهة نظر الحكومة في أنّ دعم أوكرانيا يهدف لحفظ أمن السويد. يقول بأنّه: "من المجالات الأخرى ذات الأهمية زيادة حجم ونوعية المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا بشكل كبير. فمن خلال تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، فإننا نعزز أوروبا والسويد بأكملها في هذه العملية، مما يعزز أمننا". ولا يبدو أنّ هناك خلافاً بين المعارضة والحكومة في هذا النقطة. 

وقد أضاف هيلمستراند بأنّ "الحكومة تحاول أيضاً تسريع بعض مشاريع الدفاع، مثل تنفيذ التجنيد المدني في مجالات أمن الطاقة وخدمات الطوارئ في عام 2024".

الجدل حول خطورة تهديد الحرب في السويد

كانت هناك، كما أشرتُ في البداية، بعضُ الجدالات حول خطورة التهديد بالحرب في السويد، مع وجهات نظر متباينة حتى داخل الحكومة. ورغم أنّ الحديث الحكومي حول الحاجة إلى دفاع قوي واضحة، فإنّ بعض التصريحات، بما في ذلك تلك التي أدلى بها رئيس الوزراء أولف كريسترسون، تشير فيما يبدو إلى فهم أكثر حسابٍ ودقّة لمستوى التهديد. 

طلبتُ إلى المسؤول الصحفي أنّ يوضّح وجهة نظر وزير الدفاع يونسون حول كيفيّة قيام الحكومة بتحقيق التوازن بين ضمان الاستعداد الدفاعي المناسب من جهة، وتجنّب التسبب في قلق وخوف غير ضروريان بين السكان السويديين.

شرح هيلمستراند انعكاس خطابات رئيس الوزراء أولف كريسترسون ووزير الدفاع المدني كارل أوسكار بوهلين Carl-Oskar Bohlin ووزير الدفاع بول يونسون خلال قمّة الدفاع الشامل السنوية في سِلن Sälen على موضوع بناء دفاع شامل أقوى. فقال: "كان لدى الثلاثة، بالإضافة إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية ميكيل بيدن Micael Bydén وآخرين، نفسُ الرسالة الأساسية: «الحرب يمكن أن تأتي إلى السويد»".

إنّ مقصد وزير الدفاع ومن كان معه واضح، وإذا ما أخذتُ كلمات هيلمستراند كما هي: "تتجمّع السحب الداكنة. لقد أصبح العالم أكثر خطورة مما كان عليه قبل عام واحد فقط. لا يمكن استبعاد وقوع هجوم مسلّح ضدّ السويد. الحرب يمكن أن تأتي إلينا أيضاً. تتطلّب هذه الأوقات الخطيرة وضوح الرؤية والقدرة على العمل والمثابرة".

لكنّ المسؤول الصحفي لم يتعارض في شرحه لموقف وزير الدفاع مع ما قاله رئيس الحكومة، فقد أضاف عند إظهار الصورة العامة قائلاً: "في حين أنّ هذا صحيح، إلا أنّ الحكومة لا ترى في الوقت نفسه تهديداً وشيكاً بغزوٍ أو عدوانٍ مسلّح ضدّ السويد من قبل الاتحاد الروسي في هذه اللحظة". إذاً نحن لا نزال نتحدّث هنا عن إجراءات وقائية، وفقاً للرد على أسئلتنا.

ليس المقصود تخويف الناس

قال وزير الدفاع المدني خلال كلمته بعد أن قال إن الحرب قد تأتي إلى السويد: "ليست نيتي الأساسية مناشدة خوفكم، بل وعيكم الظرفي".

من هنا فإنّ موقف وزير الدفاع بول يونسون، وفقاً للمتحدّث الصحفي: "هو مشاركة وزير الدفاع المدني وجهة النظر القائلة بأن بناء المرونة المجتمعية نحتاج إلى مزيد من الوعي الظرفي". 

إنّ مقاصد وزير الدفاع عند الحديث عن الحاجة لزيادة الاستثمار في الدفاع عن السويد هي، وفقاً لهيلمستراند، إشراك الناس العاديين في التحضّر لما هو قادم. يقول: "في الجوهر: إلى جانب بناء دفاع شامل أقوى من خلال زيادة ميزانية الدفاع وعدد المجندين، نرى ضرورة لإخراج موضوع المرونة الاجتماعية من مجموعات أصغر من خبراء الدفاع إلى غرف معيشة المواطنين العاديين. ومن الأمثلة الأخرى على كيفية قيام الحكومة بذلك هو دعم منظمات الدفاع الشامل التطوعية". 

ربّما الختام الأفضل لهذا المقال هو إيراد ما جاء على لسان المتحدّث الصحفي باسم وزير الدفاع حين قال: "من المهم بناء دفاع جماعي من خلال المشاركة المجتمعية القوية".

لا يعود لنا كجهة صحفيّة في هذا السياق أن نعطي رأينا، بل أن ننقل الرأي الحكومي ونوضّحه، تاركين للقارئ أن يحكم بنفسه. لكن سيكون لنا في الفترة القادمة وقوفٌ على رأي المعارضة السويدية في ما بات واضحاً لدى الحكومة من تخصيص نسبٍ أكبر من الموازنة للاستثمار في المجهود الدفاعي.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©