الثقافة

(وداعاً جوليا) رحلة البحث عن وطن يُشبهنا

Aa

مهرجان مالمو

فيلم( وداعاً جوليا ) ،الذي عُرض في افتتاح مهرجان مالمو السينمائي بدورته الرابعة عشر

يتركك فيلم( وداعاً جوليا ) ،الذي عُرض في افتتاح مهرجان مالمو السينمائي بدورته الرابعة عشر، مُعلقاً بين جدرانه وصفيحه ، يأبى صُنّاعه إلا أن تعيش معهم تجربة أُمّة برُّمتها عانت ولاتزال تعاني من مشكلات فُرضت عليها ، ربما لاناقة لأهلها الطيبين فيها ولاجمل. 

لايبخل علينا أبناء السودان ومبدعوها وهم الذين قدّموا لنا سابقاً إبداعات كـ ( الحديث مع الأشجار – ستموت في العشرين ....) في تقديم مادة سينمائية دسمة تحمل في طياتها الكثير من الصراعات والإسقاطات والرسائل، محاولين تفكيكها وتشريحها وتقديمها لجمهوره أُمتهم في المقام الأول (الفيلم عُرض الأسبوع الماضي في مدينة جوبا جنوب السودان وحظي وصُنّاعه باستقبالٍ حافلٍ)  ولجماهير الأُمم الأخرى في مقاماتٍ أُخرى ، بأدوات سينمائية مبتكرة ولُغة بصرية عالية وأداءات تمثيلية مُميزة.  

أبطال الفيلم

هذا مايُمكن أن تلمسه وتلتقطه بمجرد مشاهدتك لردة فعل الجمهور السوداني الذي حضر الفيلم في سينما رويال ، حيث بدا الجميع مُتأثرين بمانقله المخرج محمد كردفاني على شاشة السينما من أحداث عاشوها وعايشوها، وحنينٍ مستمرٍ لتلك البلاد المُنهك أهلُها ، فزرف بعضهم الدموع ، وأبدى آخرون فيضاً من السعادة بهذا العمل وبالرسائل التي قدمها والحالة الوطنية التي حاول جاهداً إيصالها. 

المخرج مع الممثلين

لسنا هنا بمعرض تقديم قراءةٍ نقدية عن الفيلم ، وهو الذي جاب الكثير من مهرجانات السينما وحاز العديد من الجوائز وكان أوّل فيلم سوداني يُشارك في مهرجان كان السينمائي العام الماضي حاصداً فيه على (جائزة الحرية) ؛ فالهوية، الحرب ، الانفصال، التغيير ، الانتقام ... وغيرها من القضايا التي ناقشها الفيلم وضعتنا أمام تجربة وطنية بامتياز، مرآة تعكس واقع الشعب السوداني وتجاربه المتنوعة ، وتقدم صورة معقدة للصراعات السياسية والاجتماعية والثقافية في السودان ، من خلال شخوصه التي أبدع الممثلون في تجسيدها وأصرّوا على كسب تعاطفنا معها.  

 (وداعاً جوليا) هو وداعٌ ربما كان حتمياً لوحدة السودان ، وداعُ أبناء الجنوب لأبناء الشمال . 


بِقلم : محمد علي طه

 Mohammad Ali Taha

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - الثقافة

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©