المدن السويدية تخوض معارك ضد الجرذان: أعداد متزايدة تثير القلق

عانت السويد من مشكلة الجرذان في مناطق عدة من مدنها خلال السنوات الأخيرة الماضية، ففي عام 2022، قامت شركة Anticimex بصيد 982.710 جرذ في البلاد، ما يمثل زيادة بنسبة 30% مقارنة بعام 2021. وفي الوقت الحالي، تعمل بلديات عدة مدن على اللجوء بحلول للتخلص من هذه الآفة التي عاثت خراباً في العقارات والممتلكات والمطاعم على حد سواء. 

تجدر الإِشارة إلى أن الجرذان تكثر  في البيئات التي يتوفر فيها الكثير من الطعام في القمامة، وفي الأماكن المظللة حول المنازل. ويذكر أن هذه الكائنات تمتاز بسرعة انتشارها، حيث يمكن لأنثى واحدة أن تلد ما يصل إلى 100 جرذ في عام واحد، فضلاً عن امتلاكها مهارات استثنائية في الدخول إلى المنازل بطرق غير متوقعة، حيث يمكن للبعض منها تسلق أنابيب الصرف الصحي والوصول إلى فتحات يصل عرضها إلى 20 ملم فقط. 

اجتياح الجرذان لـ مالمو 

ظهرت أعداد كبيرة من الجرذان في الأماكن العامة في عدة مناطق في مدينة مالمو، في نهاية عام 2022، وتحديداً في منطقة تريانغلن Triangeln، التي شهد سكانها وجود أعداد كبيرة من الجرذان عدوانية السلوك. وتم إحصاء عددها بحوالي 30-40 جرذ، كما تم اصطياد ألف منها. 

وفي الـ 30 من أكتوبر/ تشرين الثاني من هذا العام الحالي، وردت تقارير تفيد أن الجرذان اجتاحت منطقة ليندانغين Lindängen  في مالمو، وتسببت في تلف وتلوث السيارات فيها، فضلاً عن اضطرار عدد من المطاعم في المنطقة لإغلاق أبوابها. 

هذا وأثارت قضية الجرذان المستمرة في مالمو أسئلة واسعة حول التخطيط الحضري وإدارة البنية التحتية، حيث أدت أنشطة البناء والتغييرات في نظام الصرف الصحي إلى تعطيل البيئة الطبيعية للجرذان، ما أدى إلى زيادة تواجدها فوق سطح الأرض. 

في هذا الصدد، أعلن حزب المحافظين في المدينة، في الـ 31 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عن خطته لإنفاق مبلغ قدره 10 ملايين دولار على جهود تنظيف إضافية، تشمل تخليص المناطق من بقايا الطعام التي تعتبر مصدراً لتغذية الجرذان.

يوتوبوري 

واجهت مدينة يوتوبوري السويدية مشكلة متزايدة مع الجرذان في السنوات الأخيرة، والتي يُعتقد أنها مرتبطة بالتخلص غير الصحيح من الطعام. ولهذا السبب، قررت لجنة الحدائق والطبيعة المحلية إصدار خطة عمل في مارس/ آذار 2021، تتضمن عدة أنشطة من ضمنها تحديد مناطق تجريبية بهدف تخفيض عدد الجرذان بشكل كبير.

هذا وتضمنت الإجراءات المقترحة أيضاً تركيب حاويات نفايات مصممة خصيصاً لإبعاد الجرذان عن الشوارع، وتثبيت 14 فخاً إلكترونياً داخل نظام الصرف الصحي، فضلاً عن تنظيم المدينة حملة توعية للتحدث عن زيادة عدد الجرذان وكيفية مساهمة الأنشطة البشرية في ذلك.

نوربوتن ولاندسكرونا

شهدت مناطق عدة أخرى في البلاد انتشار الجرذان في مناطق متفرقة منها، توغلت بعضها في المباني العامة والرسمية، حيث اقتحمت جرذان ضخمة حلبة تزلج على الجليد في بلدية بودن التابعة لـ لمقاطعة نوربوتن شمال السويد، العام الماضي. وفي حادثتين متتاليتين، اقتحم جُرَذين مقر وزارة المالية السويدية، مسببين القلق لموظفيها.

وفي تقرير حديث، أفادت صحيفة SVT أن مدينة لاندسكرونا في سكونه تعاني من مشكلة انتشار الجرذان في حدائقها، وهو أمر يثير القلق، إذ يمكن أن تتسبب هذه الكائنات في تدمير الممتلكات وخطوط الكهرباء، وذلك وفقاً لما صرح به مدير مشروع مكافحة الآفات في لاندسكرونا، ماتياس أولشيد، الذي أشار إلى أن الفوضى في حاويات القمامة وإطعام الناس للطيور يزيدان من وجود الجرذان. 

طرق المكافحة 

تعتبر مكافحة الجرذان مسألة هامة للعديد من الأشخاص، إذ يمكن لهذه الكائنات الضارة أن تسبب مشاكل كبيرة في المنازل والأماكن العامة. وللتغلب عليها، نذكر بعض الإجراءات والوسائل الفعّالة:

1. الفخاخ الكهربائية: تعمل هذه الفخاخ على قتل الجرذان من خلال صدمها بالكهرباء. ولجذبها، يمكنك وضع قطع من اللحم المدخن أو السلمون أو حتى طعام القطط. 

2. الفخاخ الميكانيكية التلقائية: يعمل هذا النظام المتقدم بشكل فعّال في مكافحة الجرذان في المناطق الكبيرة أو في الأماكن التي تحتاج إلى مراقبة مكثفة. ويتم تحميلها بواسطة كبسولة ثاني أكسيد الكربون القادرة على صيد الجرذان حتى 24 مرة. 

3.  الفخاخ الكلاسيكية: يمكنك وضع هذه الفخاخ في مختلف أنحاء المنزل، سواء كانت تحتوي طعماً أم لا. 

4. الواقي فوق الصوتي: تساعد هذه الوسيلة الحديثة في صد الجرذان عن طريق إصدار موجات صوتية تزعجها دون التأثير على البشر والحيوانات الأليفة (باستثناء القوارض المنزلية).

5. المزودات الكهرومغناطيسية لصد الجرذان: تصدر نبضات كهربائية عبر أسلاك الكهرباء في المبنى، تخيف الجرذان وتبعدهم. 

6. فخاخ الصيد الحي: تساعد هذه الفخاخ في التخلص من الجرذان دون إلحاق أذى بهم، وبالإمكان تحريرهم في مكان بعيد ومناسب. 

7. سم الجرذان: يعتبر هذا السم فعال، لكن ينبغي استخدامه بعد فشل التدابير الأخرى، حيث يمكن أن يكون له رائحة جاذبة للجرذان وقد يجذب الجرذان من المناطق المجاورة، إلا أنه يمكن أن يضر بالحيوانات الأليفة.