منوعات

الولادة في السويد… إليك دليل شامل للحصول على كامل الرعاية

الولادة في السويد… إليك دليل شامل للحصول على كامل الرعاية  image

دعاء حسيّان

أخر تحديث

Aa

الولادة في السوي

Foto: Jessica Gow/TT

تعتبر فترة الحمل والولادة بالنسبة للنساء أمراً ذو أهمية كبيرة، وخاصة إذا عاشت المرأة تلك  التجربة في بلد أجنبي. لذلك، سنقدم دليلاً شاملاً عن الخطوات الضرورية التي يجب مراعاتها قبل الولادة في السويد.

تُعتبر السويد وجهة آمنة للغاية للولادة، إذ يبلغ معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة أقل من ثلاثة لكل ألف ولادة، في حين تفارق أقل من أربع نساء من بين 100.000 الحياة أثناء الولادة. كما أن نسبة الولادة القيصرية في السويد منخفضة للغاية، حيث يتم إجراء 181.6 عملية قيصرية فقط لكل ألف ولادة حية، بينما يبلغ متوسط البلاد العالمي، في هذا الصدد، حوالي 290 عملية قيصرية لكل ألف ولادة.

تُدار عملية الولادة بأكملها في السويد، بما في ذلك الرعاية القبلية وبعد الولادة، من قبل القابلات بدلاً من الأطباء. وهو أمر مستمر منذ عقود، والاستثناء الوحيد يتعلق بالأمهات اللواتي يعانين من حالات صحية معينة أو اللواتي يختبرن مضاعفات، حيث يتم إحالتهن إلى طبيب في المستشفى.

هذا وتعتبر السرية أحد القيم الأساسية في مراكز الولادة في السويد، وعادة ما تجيد القابلات اللغة الإنجليزية. ويمكن للآباء المستقبليين إبلاغ المركز بمتطلبات اللغة الخاصة بهم مسبقاً، كما يمكنهم الحصول على مترجم خلال مواعيد الاستشارات إذا كان ذلك ضرورياً، حيث يتوجب عليهم فقط إبلاغ العيادة بذلك عند الحجز للمرة الأولى.

الحصول على قابلة

عند تأكيد الحمل، يتوجب على الأم الاتصال بمركز صحي محلي. ويمكن القيام بذلك عن طريق الاتصال بالخط الساخن للصحة في السويد على الرقم 1177، أو عن طريق البحث على موقع الرعاية الصحية الخاص بالمقاطعة التي تقيم فيها الأم. وسيتم بعدها توجيه الأم إلى عيادة القابلات أو مركز الرعاية الأمهات، MVC، والذي يجب الاتصال به لترتيب موعد الجلسة الأولى.

هناك أيضاً خيار اللجوء إلى الرعاية الصحية الخاصة، والتي قد تكلف أكثر من الرعاية العامة. ويذكر أن تكاليف الرعاية قبل الولادة وأثناءها، تعامل كأي نفقات طبية أخرى في السويد، حيث يتم دفع مبالغ صغيرة كحد أقصى للتكلفة، لتصبح الخدمة بعد ذلك مجانية.

بعد الإجابة على بعض الأسئلة حول مرحلة الحمل والحالة الصحية عبر الهاتف، ستُحدد العيادة موعداً لأول جلسة مع القابلة، والتي عادة ما تكون بين الأسبوعين الثامن والحادي عشر من الحمل. وبالطبع، يمكن الاتصال بالقابلة مرة أخرى عند مواجهة أي مخاوف، أو للحصول على إجابات لبعض الاستفسارات، قبل ذلك الوقت. 

يُمكن أيضاً طلب التسجيل في دورة تحضيرية للولادة تُعرف بـ "دورة الوقاية" أو دورة "Lamaze"، والتي تتوفر باللغتين السويدية والإنجليزية، وتشمل تقنيات التنفس واستراتيجيات جسدية للتخفيف من الألم والإجهاد أثناء الولادة. هذا وتختلف أنواع هذه الدورات ومجموعات النقاش اعتماداً على منطقة السكن.

الموعد الأول

تتضمن الجلسة الأولى، الإجابة عن أسئلة تغطي تاريخ الأم الطبي ونظام الرعاية قبل الولادة في السويد، إضافة لإجراء تحليل ضغط الدم والبول. ويجدر بالذكر أن القابلات لا يملكن صلاحية وصف الأدوية، وفي حال كان ذلك ضرورياً، يتم إحالة الأم إلى طبيب نسائي في مستشفى مختلف أو عيادة خاصة.

المواعيد اللاحقة

تقوم المرأة الحامل بزيارة القابلة بين ست وعشر مرات، وعادة ما تكون ثمان أو تسع مرات، ما لم تظهر أي مضاعفات. وإذا كان هناك أي عوامل خطر، مثل إجهاضات سابقة أو مضاعفات في الحمل السابق أو تجاوز لسن 33، سيتم تحديد مزيد من المواعيد للتحقق من سير الأمور على ما يرام. 

تجرى هذه الزيارات شهرياً حتى الأسبوع الثلاثين، ثم بين كل أسبوع وثلاثة أسابيع خلال الفترة الأخيرة من الحمل، مع مراعاة الحالات الخاصة التي تستوجب زيارات أكثر من غيرها. 

بدورها، تحتفظ القابلة بسجل خلال فترة الحمل يتضمن نتائج الاختبارات والوزن ومعلومات صحية، بالإضافة إلى معلومات حول كيفية شعور الأم. وسيتم أيضاً إبلاغ المرأة الحامل عن الأشكال المختلفة والمتاحة لتخفيف الألم، بما في ذلك الطبية وغير الطبية، وسيتم تسجيل أي تفضيلات في السجل. 

هذا ويفضل أن تقوم الأمهات، في المرحلة الأخيرة من الحمل، بكتابة خطة للولادة تلخص أي طلبات خاصة أو احتياجات للولادة نفسها.

آراء الخبراء

تشير جيل ليكي، مديرة بودكاست Littlebearabroad، الذي يستعرض جوانب الحياة في السويد للمهاجرين والمقيمين لفترات قصيرة، إلى أهمية رؤية القابلة طوال فترة الحمل، وبناء علاقة وثيقة معها. إضافة إلى إمكانية تغييرها في حال عدم تقديمها الرعاية اللازمة. وتشدد أيضاً على ضرورة معرفة النساء حقوقهن وطرحهن الأسئلة إذا شعرن بالحاجة لذلك. 

الفحوصات الروتينية

تتضمن الفحوصات الروتينية عادة حوالي خمس اختبارات للدم (تُجرى عن طريق وخز الإصبع). وفي حال أظهرت النتائج ارتفاعاً في مستوى السكر في الدم، قد يُطلب من الأم إجراء اختبار سكر الدم. كما سيتم قياس ضغط الدم والوزن في كل زيارة. وإذا كانت هناك حاجة لأي مساعدة إضافية، سواء كانت طبية أو نفسية، فستكون القابلة قادرة على إحالة الأم إلى الأخصائي المناسب.

في منتصف فترة الحمل تقريباً، ستتاح للأم فرصة لحضور جلسة جماعية يتم خلالها استعراض أفضل نظام غذائي لها في هذه الفترة، وأنسب التمارين الرياضية، ومناقشة أي مشاكل أخرى قد تواجهها. كما ستحصل على "شهادة الحمل" التي يتم إرسالها إلى وكالة الضمان الاجتماعي في السويد، لضمان الحصول على إعانات الأمومة. ومن هذه النقطة فصاعداً، سيتم قياس نبض الجنين في كل من المواعيد.

ستبدأ القابلة في الأسبوع الـ 25 تقريباً بقياس المرأة لتسجيل نمو الجنين. وابتداءًا من الأسبوع الـ 33، ستقوم بإجراء فحوصات على بطن المرأة (باستخدام يديها) لمعرفة موقع الجنين.

الموجات فوق الصوتية والفحص

يتم إجراء فحص الموجات فوق الصوتية بين الأسبوع 18-20 من الحمل، وفي حال عدم وجود مضاعفات، يتم إجراء فحص أو اثنان فقط طوال فترة الحمل بأكملها. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفحوصات ستساعد القابلة في تحديد تاريخ الولادة المتوقع، سواء كان هناك أكثر من جنين، فضلاً عن إمكانية تحديدها المشاكل. 

هذا ويتم استخدام نتائج فحص الموجات فوق الصوتية واختبار الدم وعمر الأم لحساب احتمالية ولادة الطفل بمتلازمة داون. فإذا تم حساب هذه الاحتمالية بأنها أكثر من واحدة في 200 فرصة، سيتم طلب إجراء فحوص عن طريق أخذ عينات من الزغابات المشيمية  (CVS) أو بزل السلى، والتي يمكن إجراؤها إما على المشيمة أو سائل الأمنيون. 

الولادة

عندما يقترب موعد ولادة الطفل، سيتعين على الأم الاتصال بمنسق الولادة، الذي يمكن الحصول على معلومات التواصل معه من القابلة، والذي سيقوم بتوجيه الأم إلى أقرب عيادة ولادة في مستشفى تتوفر فيها أسرّة شاغرة. ما يعني أن الأم لن تعرف بالضبط أين ستجري الولادة حتى ذلك اليوم، ما لم يُعتبر حملها عالي المخاطر.

يجدر بالذكر أن معظم النساء يلدن في العيادة التي يخترنها بمساعدة القابلة. وحتى إذا لم يكن الأمر كذلك، فستحتوي المستشفى على جميع المعلومات حول خطة الولادة الخاصة بالأم، والمقدمة من قبل القابلة، بما في ذلك اللغة التي تتحدثها الأم وأي طلبات تتعلق بتخفيف الألم أو التاريخ الطبي أو احتياجات للولادة.

في المشفى، سيكون هناك قابلة ومساعدة في وقت الولادة، مع احتمال وجود قابلة متدربة مقيمة أيضاً، وطبيب. وإذا لم تبدأ عملية الولادة بشكل طبيعي، ستتم عملية التحريض من قبل الأطباء، ويكون ذلك عادة بعد مرور 41 أو 42 أسبوعاً، اعتماداً على المنطقة التي تقيم فيها الأم. 

مخففات الألم

فيما يتعلق بتخفيف الألم، فهو موضوع يتم مناقشته مع القابلة في مواعيد فترة الحمل، وهناك العديد من الخيارات غير الطبية المتاحة، والتي تتضمن استخدام الحرارة والتدليك وحقن المياه النقية وكرات البيلاتيس والتيارات الكهربائية.

أما الخيارات الطبية، فتتضمن غاز أكسيد النيتروز وأنواع مختلفة من التخديرات الشائعة، باستثناء التخدير النخاعي القياسي الذي يعتبر أقل شيوعاً، إذ يتم اللجوء عادة إلى التخدير النخاعي المجمع الذي يتيح للأم استخدام ساقيها والتجول.

يجدر بالذكر أن العيادات المختلفة قد تستخدم أنواعاً مختلفة من مخففات الألم أكثر من غيرها، إلا أن القرار في النهاية يعتمد على الأم، التي يمكنها طلب تغييرات في خطة الولادة في حال رغبت بذلك.  

يذكر أن أقسام الأمومة تواجه ضغوطاً وتكون مكتظة، خصوصاً في أشهر الصيف. ولهذا، يُنصح بالتواصل مع القابلة مسبقاً للحصول على معلومات عن الوضع في المنطقة المحلية الخاصة بالأم.

من جهتها، تخصص السلطات المحلية موارد وأموالاً لتحسين الرعاية في أقسام الأمومة في البلاد بشكل أفضل، إضافة لتوفيرها العديد من الموارد المتاحة للآباء والأمهات الدوليين، سواء عن طريق إذاعة Littlebearabroad، أو المجموعات الموجودة على الفيسبوك. وبشكل عام، أعربت معظم النساء في السويد عن رضاهن عن تجربتهن في عملية الولادة. 

الولادة في المنزل

قد تختار بعض الأمهات الولادة في المنزل، حيث يتم توجيههن إلى العيادة المحلية، التي ستساعدهن في معرفة الفرص المتاحة لهن تبعاً للمناطق التي يعيشون فيها. كما سيتم تعيين قابلة لمساعدة الأم في الولادة في المنزل. 

ستقوم الأم بإعداد خطة للولادة في المنزل مع القابلة، حيث تقدم القابلة معلومات حول كيفية التحضير للولادة، إضافة لاختيار المكان المناسب في المنزل، وتحديد الوقت المناسب للاتصال بها عند بدء الولادة.

يذكر أن بعض المقاطعات قد تطلب دفع رسوم لقاء هذا، إلا أن هذه التكلفة تكون مغطاة للأمهات اللواتي يستوفين معايير معينة، مثل السكن على مسافة محددة من أقرب مستشفى، وإجراء فحص طبي قبل وقت قصير من الولادة.  

تعتبر الولادة في المنزل من الأمور الهامة التي يجب مناقشتها مع القابلة في وقت مبكر. فإذا انطوى على الحمل مخاطر عالية، من المحتمل أن تنصح القابلة بنقل الأم إلى المشفى.

رعاية ما بعد الولادة

تتم دعوة الأمهات الجدد لزيارة رعاية ما بعد الولادة، في عيادة ما قبل الولادة، في الفترة ما بين 8 إلى 16 أسبوعاً، لفحص ضغط الدم والوزن وإجراء اختبارات للدم. كما يمكن للأمهات الاتصال قبل ذلك الوقت، في حال وجود أية مخاوف. 

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - منوعات

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©